01/01/2022 - 21:40

الحق في المدينة والحق في العودة بسياق استعماري استيطاني

قد يبدو للوهلة الأولى أن "الحق في المدينة" و"حق العودة" كحقين مختلفين، الأول يناهض "النيوليبرالية"، بينما يطالب الثاني بإزالة الاستعمار الاستيطاني، لكن من أجل التشبث بالمخيال السياسي لـ"حق العودة" عند قراءة التغيرات في الواقع النيوليبرالي، لا بد من قراءة جديدة

الحق في المدينة والحق في العودة بسياق استعماري استيطاني

فيلا حنّا بشارات في حيّ الطالبية بالقدس الغربية (بعدسة المصوّر المقدسيّ: منير قليبو)

صدر مؤخرًا كتاب "أركيولوجيا العنوان" بمشاركة مجموعة من الباحثين بقيادة بروفيسور طوبي بونستر، من قسم الجغرافيا وبيئة الإنسان في جامعة تل أبيب، وتتبّع الكتاب عناوين 20 بيتا فلسطينيا في يافا وحي الطالبية في غربي القدس.

وكشف بمنهجية ملحة، التاريخ المخفي لهذه العناوين؛ هوية الناس الذين سكنوا فيها، وهوية الناس الذين بنوها، وكيف تحولت إلى أملاك عقارية مطلوبة في ضوء "عدوى" الحفاظ على العمارة و"تفشي" ظاهرة "التجدد الحضري" أو إلى خرابات تاريخية غير معترف بها لمدينة مختلطة؟

بونستر التي سكنت عائلتها في أحد البيوت الفلسطينية في يافا، تقول إنها لم تشعر بارتياح من كونها أخذت بيت الآخرين كل تلك السنين، وترجع معرفتها بهذه الحقيقة فقط في سن البلوغ إلى جدوى جهاز الإخفاء الإسرائيلي الذي نجح في تربية أجيال من المواطنين دون معرفة أساسية بالتاريخ القريب.

وشاركت د. يارا سعدي إبراهيم في كتابة فصول من الكتاب كطالبة دكتوراه في جامعة تل أبيب، وتناولت أطروحتها "الطرق التي تغير بها السياسات والخطابات النيوليبرالية البيئة المبنية الحضرية والتجربة الحيزية زمنية للفلسطينيين في ظل نظام استعماري استيطاني"، حيث تتبعت حكاية بيتين: الأول في "حارة سكنة الهريش" في يافا، والثاني في حي الطالبية في الشطر الغربي من القدس.

عن يافا كتبت، في حالة سكنة الهريش أو "الحي الأرمني"، عامل البداية وإخلاء ومحو الزمن الفلسطيني يبرز بشكل لافت في إعادة بناء الحيز بعد 1948، حيث جرى في السنوات الأولى نقل ملكية البيوت لدوائر حكومية، وفي عام 1955 تم تغيير اسم الحارة العربية إلى الحي الماروني وتغيير أسماء شوارعها بهدف محو الماضي الفلسطيني، وفي وقت تم تجميد البناء بالنسبة للفلسطينيين تم السماح لليهود الذين أُسكنوا في نفس الحي بالبناء والتطور.

في الطالبية، كتبت عن "روح المكان" الذي يمثل خاصية للحيز صاحب الهوية المميزة ويشكل بدوره نقيضا لحيز اللامكان المتمثل بالحيز العام والصناعي، إن "روح المكان" في الطالبية تم اقتلاعها في الـ1948 وبقاياها المتمثلة في هوية البيوت التاريخية التي جرى محوها في العقود الأخيرة، عبر تغييرات تخطيطية تحت مسمى "تجدد حضري" (نيولبرالي)، لكن أرواح أصحاب البيوت في الطالبية الفلسطينية يمكن العثور عليها تحت الطبقات التي جرى إضافتها بعد الـ48 ومن خلف كاميرات الحراسة، ورغم غيابها من غالبية الأرشيفات التاريخية، نستطيع أن نستدل عليها من كتبهم في الفترة الانتدابية، حيث يحكي توفيق كنعان، إدوارد سعيد، مغنم ماتيل وعزات طنوس، حكاية حارة فلسطينية تعج بالحياة الاجتماعية، الثقافية والسياسية، وتختم بالقول إن أرواح اللاجئين الفلسطينيين تذكر بحقهم في المكان بواسطة حق العودة.

وفي سياق متّصل، كانت قد نشرت مؤخرًا صحيفة "هآرتس"، مقالا كشف فيه الكاتب ب. ميخائيل، أن بعد مغادرته المنزل المخصص لرؤساء الحكومة، انتقل رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، مؤخرا، للسكن في البيت الذي "ورثه" عن والديه بحي الطالبية في غربي القدس، وأضاف الكاتب أن البيت هو بيت فلسطيني كان يملكه الدكتور توفيق كنعان، استولى عليه ما يسمى بـ"القيّم على أملاك الغائبين" بعد النكبة ومنحه لعائلة نتنياهو التي هاجرت إلى إسرائيل من أميركا عام 1949، ثم جرى بيعه للعائلة بسعر بخس عام 1959.

د. يارا سعدي - إبراهيم

لإلقاء مزيد من الضوء حول هذا الموضوع كان هذا الحوار مع د. يارا سعدي - إبراهيم.

"عرب 48": كما فهمنا أن الفصول التي ساهمت بكتابتها في الكتاب المذكور هي جزء من بحثك في إطار رسالة الدكتوراه والذي يتمحور حول "دور السياسات النيولبرالية في تغيير البيئة الحضرية المبنية للفلسطينيين في نظام كولونيالي"، والتي تناولت فيها أساسا أمثلة يافا والطالبية في القدس ووادي الصليب في حيفا، وقمت خلالها بالربط بين "الحق في المدينة" و"حق العودة"؟

سعدي- إبراهيم: في السنوات أو العقود الأخيرة يلاحظ تبدلا في التخطيط الإسرائيلي من "تخطيط قومي" إلى "تخطيط نيولبرالي"، حيث يزداد الاعتماد على الاستثمارات الخاصة المترافقة مع منح تسهيلات ضريبية وتسهيلات في الحصول على رخص البناء، وأصبح ما يعرف بــ"التجدد الحضري" أحد أوجه هذه السياسة، التي يجرى بواسطتها تطهير بعض من الأحياء الفقيرة منها عدد كبير من الأحياء الفلسطينية التاريخية، واستبدال سكانها الفلسطينيين الأصليين بسكان ينتمون للطبقات الغنية وذلك لإثراء الأغنياء والمستثمرين، وفي معظم الحالات يعتمد استبدال السكان على سياسات ترتكز بمضمونها على العنف، وهو أحد ركائز النيوليبرالية عامة، حيث تنتشر شركات الحراسة والرقابة الخاصة ويتم تعميم خطاب "الأمن".

وفي حين يجري نقد "النيوليبرالية" وعمليات "التجدد الحضري" عالميًا لكونها تعمّق الفجوات الطبقيّة رغم صيغتها التكنوقراطية والمحايدة. يزداد هذا النقد حدة في السياق الاستعماري الاستيطاني، لكون "النيوليبراليّة" أداة تعزز وتساهم في السياسات العرقيّة المهيمنة، حيث برز الوجه النيوليبرالي في سياق الاستعمار الاستيطاني بوضوح مع ظهور الأبراج في مدينة تل أبيب، والتي كانت وليدة صفقات تجاريّة بين البلديّة وشركات العقارات بيعت بموجبها أراضي القرى الفلسطينيّة المهجّرة حول مدينة يافا.

"عرب 48": واضح أن "التخطيط النيولبرالي" يؤدي نفس الغرض الذي أداه "التخطيط القومي" في تطهير ما تبقى من فلسطينيين في أحياء المدن التاريخية، إضافة إلى تطهيرها من الفقراء اليهود الذين سبق أن جرى إسكانهم في بيوت الفلسطينيين الذين هجروا؟

سعدي- إبراهيم: الظاهرة هي ظاهرة عالمية لذلك ولد حراكا عالميا مناهضا لها وللعنف الذي ترتكز عليه، وتمثلت بعض هذه التوجهات في خطاب "الحق في المدينة"، الذي صاغه المفكر هانري ليفبر، ورأى فيه مطالبة لمناليّة العيش الحضري والتأثير عليه والتأثر منه من خلال تمكين السكان من المشاركة بتخطيط وتصميم الحيز وفقًا لحاجاتهم، كما طوّر بعض المفكرين هذه المطالبة لتصبح إطارًا فكريًا نقديًا لمعنى المواطنة وضرورة دمج النضالات والحقوق الأخلاقية للمجموعات المهمشة المختلفة، ومرت المطالبة "بالحق في المدينة" في العقود الأخيرة بمراحل تطور عدة، وتم تفسيرها بطرق مختلفة، حيث رأى البعض، خلافا للتوجه الماركسي للمفكر ليفبر، اقتصار "الحق في المدينة" على مجموعات سكّانية ذات امتياز وإقصاء غيرها.

في السياق الاستعماري الإسرائيلي، نرى أن ترجمة "الحق في المدينة" ينحصر في بعض الأحيان على حق اليهود بالعيش في تجمعات سكانيّة غير باهظة و"طاهرة عرقيّا"، أما المقالات التي تناقش حق الفلسطينيين في المدينة ونضالاتهم في هذا الإطار، فغالبا ما تؤطّرهم كأقلية (أصلانية أحيانا)، وهو تأطير محدود يتمحور حول الجوانب الاقتصاديّة والمطالب النابعة من المواطنة الإسرائيليّة، متجنبا المطالب التاريخيّة والقوميّة.

"عرب 48": غياب المدينة في السياق الاستعماري الإسرائيلي ارتبط بتهجير سكانها الفلسطينيين؟

سعدي- إبراهيم: صحيح، لذلك فإن قصر الحق الفلسطيني على "الحق في المدينة"، يحد من المخيال السياسي وحصره في إطار النظام التخطيطي الإسرائيلي الذي يتطلب كسره خطاب بديل لـ"الحق في المدينة" لا يقتصر على ما تمنحه المواطنة الإسرائيليّة، بل يشمل حقوق من طردوا من المدينة وسلب حقهم فيها، وفي السياق الفلسطيني نجد أن الانتماء للحيز العام والعلاقة الجدلية بين هوية المجتمع وهوية الحيز تنعكس في المطالبة بـ"حق العودة".

قد يبدو للوهلة الأولى أن "الحق في المدينة" و"حق العودة" كحقين مختلفين، الأول يناهض "النيوليبرالية"، بينما يطالب الثاني بإزالة الاستعمار الاستيطاني، لكن من أجل التشبث بالمخيال السياسي لـ"حق العودة" عند قراءة التغيرات في الواقع النيوليبرالي، لا بد من قراءة جديدة، تدمج بين رفض تهويد الحيز ومحاولات محو المشهد الفلسطيني وبين التعامل مع أوجه النيوليبراليّة المختلفة من سياسات، خطابات وتغيرات مجتمعيّة داخليّة.

"عرب 48": بالعودة إلى الكتاب وعناوين البيوت التي تتبعت أثرها في يافا والطالبية، للكشف عن أسماء أصحابها الفلسطينيين؟

سعدي- إبراهيم: العنوان الأول في "هتسيدف 8" في حارة "سكة الهريش" الواقعة شمالي حي العجمي في يافا والتي جرى تغيير اسمها عام 1955 إلى "حارة الموارنة" على اسم الكنيسة الكائنة فيها، بعد أن جرى نقل ملكية بيوتها للدوائر الحكومية ذات العلاقة، وبعد ذلك جرى تغيير اسم الشوارع أيضا بهدف محو تاريخ الحي الفلسطيني.

إطلالة من المنشيّة على يافا والبحر

البيت كان قد حظي باهتمام جماهيري في العقد الأخير، من خلال مقابلات أجرتها الصحافة الإسرائيلية مع ساكنيه اليهود ومن خلال تقارير عن "جاليري" جرى افتتاحه في الطابق الأول منه، بينما وصف رب العائلة بأنه "تاجر فنون"، اكتشف القيمة التجارية والعقارية الكامنة في يافا واشترى البيت في عام 1960 من قبل القيّم على أملاك الغائبين، أسوة بالعديد من البيوت الفلسطينية التي بيعت ليهود وسمح لهم بترميمها وتطويرها، بينما جرى تجميد أي أعمال ترميم وتطوير في البيوت التي يسكنها العرب في نفس الحي.

الشخص الذي اشترى البيت قال في مقابلات صحافية معه، إن البيت كان "خرابة" وقام هو بتحويله إلى أحد أجمل البيوت في يافا بعد أن عمل على ترميمه عام 1973، وإن فنانين وسياسيين قاموا بزيارته للانطباع من جماله، وفي عام 2009 بادر نجل "صاحب البيت اليهودي" لإقامة ما أسماها بـ"دفيئة الفنانين الشباب" وحول جزءا من البيت إلى "جاليري".

الرواية التي تتحدث عن "خرابة" جرى اكتشافها وتحويلها إلى أحد أجمل البيوت في يافا، لا تقتصر على البيت المذكور فقط، بل تنسحب على العديد من البيوت في هذا الحي، هكذا مثلا يصف في مقابلة صحافية، المهندس إيلان فيبكو، البيت في "هتسيدف" 20-23، قائلا، اشتريت البيت ولم يكن به أي شيء خاص وكان بحاجة إلى إعادة بناء مع الحفاظ على روح المكان، وهو أيضا يدعي أنه حوّل خرابة إلى قصر.

"عرب 48": هي رواية تنسجم مع الرواية الصهيونية العامة بأن فلسطين كلها كانت قبل عام 1948 تغرق بالمستنقعات؟

سعدي- إبراهيم": واضح، ومن هنا محاولة محو التاريخ السابق على 1948، فمثلا هذه الحارة رغم أنها سُوِّقت كحارة تاريخية، وجرى استخدام هذه الخاصية كعامل أساسي لتجديدها من قبل صحافيين وأكاديميين، لم نجد في المنشورات الصحافية والأكاديمية أي ذكر لاسمها وتاريخها قبل العام 1948، بينما يظهر في قسم التنظيم التابع لبلدية يافا من الفترة الانتدابية أنها تشكّل جزءا من العجمي وتدعى "سكنة الهريش"، ولدى معاينة الخرائط الانتدابية يظهر في هذه الحارة "فندق كليب" الذي بناه سليم بشارة بركات (1878 - 1946) القنصلية الفرنسية وكنيسة أنطوان المارونية، كذلك يظهر في سجلات البناء أسماء عدد من أصحاب البيوت الفلسطينيين.

ومن خلال الشقوق التي تمثلها هذه السجلات في جدار "التاريخ الصامت" يمكننا الاستدلال على اسم صاحب البيت الفلسطيني في "تسيدف 8"، وهو أحمد الجربي حيث يظهر أنه قدّم عام 1936 طلبا للحصول على تصريح بإضافة مدخل جديد لبيته، بينما يظهر كوشان طابو أن الجربي باع البيت للمحامي يعقوب حنا عام 1944 وأن حنا حصل عام 1947 على تصريح لبناء طابقين إضافيين بعد أن دفع الرسوم المطلوبة.

ويجدر التذكير أن "سكنة الهريش" هي بعض من بيوت يافا التي نجت بعد هدم 70% من بيوت المدينة وترحيل 95% من سكانها الفلسطينيين، إلا أن عمليات الصيانة التي جرت لهذه البيوت القليلة المتبقية أخرجت من سياقها التاريخي الفلسطيني واستبدلت بحي فنانين ساعد في خلق ما يمكن تسميته بحيز متحول "فوق زمني".

"عرب 48": في الطالبية الاسم كان منقوشا على بوابة البيت باللغة الإنجليزية بواسطة حرفي (ج. م) ومع ذلك جرى إخفاءه من السجلات؟

سعدي - إبراهيم: البيت رقم 37 في شارع الأمير عبدالله في الطالبية، الذي تحول إلى شارع جبوتنسكي، نقش على بوابته الحديدية القديمة حرفي (ج. م) باللغة الإنجليزية، ولكن رغم تعريفه كمبنى معد للصيانة لم نجد أوراق طابو أو أي معلومة عنه قبل الـ48 في قسم التنظيم والبناء التابع لبلدية القدس، وأوراق الطابو المتعلقة به هي من سنة 1959 على اسم "سلطة التطوير" وفي السطر الذي يليه كتب أن البيت جرى بيعه لعائلة إسرائيلية عام 1974.

إلا أن الصدع في جدار الإخفاء المهيمن ظهر في أوراق طابو تاريخي لبيت مجاور للبيت المذكور يوقع في شارع "حوففي تسيون 5"، حيث تظهر أسماء أصحاب البيت الفلسطينيين، عائلة مرقص، في سياق ذكر أسماء الجيران في الطابو التاريخي بشارع "حوففي تسيون 5".

عائلة مرقص التي تم محو اسمها كصاحبة البيت من الأرشيفات بشكل شبه كامل، قامت بزيارة للبيت قبل عشر سنوات بوساطة المهندس كرويانكر الذي كتب عن هذا البيت في أحد كتبه إلا أنهم رفضوا الحديث عن الزيارة.

وحسب كتاب كويانكر البيت بني مطلع العشرينات وأصحابه هما جوزيف وجميلة مرقص، وأن طابقا أضيف للبيت في الستينيات لا يتناسب مع جماله الأصلي، بينما قال الساكن الحالي في البيت أن افراد عائلة زوجته تحولوا إلى ساكنين محميين في البيت منذ عام 1948، وأن والد زوجته كان يتقلد منصبا برتبة وزير في الوكالة اليهودية، مدير الإعلام والتنظيم، وهو ما يعزز الادعاء بأنه تم نقل بيوت الفلسطينيين في الطالبية إلى الطبقة المهنية والبيروقراطية والأكاديمية اليهودية.

"عرب 48": من المفارقة أن يتم اكتشاف أسماء أصحاب البيت الفلسطينيين عن طريق أوراق طابو البيت المجاور له، وأن تقفز عملية محو تاريخ البيت عن النقش الموجود على بوابته الحديدية (ج.م) والذي يظهر أنه يحمل الأحرف الأولى لأسماء صاحبيه الزوجين، جميلة وجوزيف مرقص؟

سعدي - إبراهيم: يبدو أن الخوف من "الماضي" لا يقتصر على إخفاء الأوراق والسجلات وتشويه المعالم الحضرية الفلسطينية فقط، بل يتعداه إلى التوجس من أرواح أصحاب البيوت، وليس من قبيل الصدفة أن ساكن البيت في الطالبية لم يمتنع عن لقاء أصحابه الذين زاروا بيتهم قبل عقد من الزمن، ونحن نعرف أن قضية الخوف من عودة أرواح أصحاب البيوت الفلسطينيين تشكل فكرة مركزية للعديد من الأعمال الأدبية الإسرائيلية، منها "ميخائيل" لعاموس عوز، وهي أعمال تحاكي نظرية فرانس فانون حول التخوف الدائم للمستعمرين من عودة الأصلانيين الذين حلوا محلهم، وهي أحاسيس تغذي صناعة الخوف الإسرائيلية التي تخلق المزيد من قتل وتهجير الفلسطينيين.

بالمقابل تبقى في المخيال الفلسطيني رواية غسان كنفاني "عائد إلى حيفا"، تجسيدا لتحويل قضية العودة من مجرد حنين رومانسي للماضي إلى أجندة سياسية لحاضر قائم، وهو ما يذكر بادعاء مركوزا حول قوة "الحق في المدينة" لفتح احتمالات جديدة لحاضر قائم.


د. يارا سعدي - إبراهيم: باحثة زمالة ما بعد الدكتوراه في البرنامج البحثيّ "اعتراضات على النص النيوليبرالي" في جامعة برلين الحرة، حيث تركز على عمليات الإخلاء والتهجير ونزع الملكية في الجنوب العالمي ولدى الشعوب الأصلانية، من منظور تحليلي لإشكالية التجديد الحضري والتداعيات الزمانية الليبرالية عليها.

حصلت على شهادة الدكتوراه من قسم الجغرافيا والبيئة البشرية في جامعة تل أبيب، تناولت في أطروحتها، الطرق التي تغير بها السياسات والخطابات النيوليبرالية البيئة المبنية الحضرية والتجربة الحيزية - زمنية للفلسطينيين في ظل نظام استعماري استيطاني.

أما أطروحتها لشهادة الماجستير تناولت التجارب المكانية اليومية للطلاب الفلسطينيين في حرم جبل المشارف التابع للجامعة العبرية في القدس. وقد نشرت عددا من المقالات البحثية في مجلات أكاديمية رائدة في مجالي الجغرافيا البشرية والعلوم الاجتماعية.

التعليقات